كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



وأخرج الترمذي وحسنه وابن ماجة وابن أبي عاصم في السنة وابن خزيمة والطبراني والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن جابر بن عبد الله قال: «لقيني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا جابر ما لي أراك منكسرًا؟ قلت: يا رسول الله استشهد أبي وترك عيالًا ودينًا فقال: ألا أبشرك بما لقي الله به أباك؟ قال: بلى. قال: ما كلم الله أحدًا قط إلا من وراء حجاب، وأحيا أباك فكلمه كفاحًا وقال: يا عبدي تمن عليّ أعطك قال: يا رب تحييني فأقتل فيك ثانية قال الرب تعالى: قد سبق مني أنهم لا يرجعون. قال: أي رب فأبلغ من ورائي. فأنزل الله هذه الآية: {ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتًا...} الآية».
وأخرج الحاكم عن عائشة قالت «قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لجابر: ألا أبشرك. قال: بلى. قال: شعرت أن الله أحيا أباك فأقعده بين يديه فقال: تمنَّ عليَّ ما شئت أعطيكه قال: يا رب ما عبدتك حق عبادتك، أتمنى أن تردني إلى الدنيا فأقتل مع نبيك مرة أخرى. قال: سبق مني أنك إليها لا ترجع».
وأخرج ابن جرير عن قتادة قال: ذكر لنا أن رجالًا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا: يا ليتنا نعلم ما فعل إخواننا الذين قتلوا يوم أحد، فأنزل الله: {ولا تحسبن الذين قتلوا...} الآية.
وأخرج ابن جرير عن الربيع قال: ذكر لنا عن بعضهم في قوله: {ولا تحسبن الذين قتلوا...} الآية. قال: هم قتلى بدر وأحد، زعموا أن الله تعالى لما قبض أرواحهم وأدخلهم الجنة، جعلت أرواحهم في طير خضر ترعى في الجنة، وتأوي إلى قناديل من ذهب تحت العرش، فلما رأوا ما أعطاهم الله من الكرامة قالوا: ليت إخواننا الذين بعدنا يعلمون ما نحن فيه، فإذا شهدوا قتالًا تعجلوا إلى ما نحن فيه فقال الله: إني منزل على نبيكم ومخبر إخوانكم بالذي أنتم فيه. ففرحوا واستبشروا وقالوا: يخبر الله إخوانكم ونبيكم بالذي أنتم فيه. فإذا شهدوا قتالًا أتوكم. فذلك قوله: {فرحين...} الآية.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن محمد بن قيس بن مخرمة قال: قالوا: يا رب ألا رسول لنا يخبر النبي صلى الله عليه وسلم عنا بما أعطيتنا فقال الله تعالى: أنا رسولكم، فأمر جبريل أن يأتي بهذه الآية: {ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله...} الآيتين.
وأخرج ابن جرير عن الضحاك قال: لما أصيب الذين أصيبوا يوم أحد لقوا ربهم فأكرمهم، فأصابوا الحياة والشهادة والرزق الطيب قالوا: يا ليت بيننا وبين إخواننا من يبلغهم أنا لقينا ربنا فرضي عنا وأرضانا فقال الله: أنا رسولكم إلى نبيكم وإخوانكم، فأنزل الله: {ولا تحسبن الذين قتلوا} إلى قوله: {ولا هم يحزنون}.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن إسحاق بن أبي طلحة. حدثني أنس بن مالك في أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم الذين أرسلهم النبي صلى الله عليه وسلم إلى بئر معونة قال: لا أدري أربعين أو سبعين وعلى ذلك الماء عامر بن الطفيل، فخرج أولئك النفر حتى أتوا غارًا مشرفًا على الماء قعدوا فيه، ثم قال بعضهم لبعض: أيكم يبلغ رسالة رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل هذا الماء؟ فقال أبو ملحان الأنصاري: أنا. فخرج حتى أتى خواءهم فاختبأ أمام البيوت، ثم قال: يا أهل بئر معونة إني رسول رسول الله إليكم، إني أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا عبده ورسوله، فآمنوا بالله ورسوله. فخرج إليه رجل من كسر البيت برمح فضرب به في جنبه حتى خرج من الشق الآخر. فقال: الله أكبر فزت ورب الكعبة، فاتبعوا أثره حتى أتوا أصحابه في الغار فقتلهم عامر بن الطفيل. فحدثني أنس أن الله أنزل فيهم قرآنًا: بلغوا عنا قومنا أنا قد لقينا ربنا فرضي عنا ورضينا عنه. ثم نسخت فرفعت بعدما قرأناه زمانًا، وأنزل الله: {ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتًا بل أحياء...} الآية.
وأخرج ابن المنذر من طريق طلحة بن نافع عن أنس قال: لما قتل حمزة وأصحابه يوم أحد قالوا: يا ليت لنا مخبرًا يخبر إخواننا بالذي صرنا إليه من الكرامة لنا.
فأوحى إليهم ربهم أنا رسولكم إلى إخوانكم. فأنزل الله: {ولا تحسبن الذين قتلوا} إلى قوله: {لا يضيع أجر المؤمنين}.
وأخرج ابن أبي شيبة والطبراني عن سعيد بن جبير قال: لما أصيب حمزة وأصحابه بأحد قالوا: ليت من خلفنا علموا ما أعطانا الله من الثواب ليكون أحرى لهم فقال الله: إنا أعلمهم، فأنزل الله: {ولا تحسبن الذين قتلوا...} الآية.
وأخرج عبد الرزاق في المصنف والفريابي وسعيد بن منصور وهناد وعبد بن حميد ومسلم والترمذي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني والبيهقي في الدلائل عن مسروق قال: سألنا عبد الله بن مسعود عن هذه الآية: {ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتًا} فقال: أما انا قد سألنا عن ذلك، أرواحهم في جوف طير خضر- ولفظ عبد الرزاق- أرواح الشهداء عند الله كطير خضر لها قناديل معلقة بالعرش، تسرح من الجنة حيث شاءت، ثم تأوي إلى تلك القناديل، فاطلع إليهم ربهم إطلاعة فقال: هل تشتهون شيئًا؟ قالوا: أي شيء نشتهي ونحن نسرح من الجنة حيث شئنا. ففعل ذلك بهم ثلاث مرات، فلما رأوا أنهم لم يتركوا من أن يسألوا قالوا: يا رب نريد أن ترد أرواحنا في أجسادنا حتى نقتل في سبيلك مرة أخرى. فلما رأى أن ليس لهم حاجة تركوا.
وأخرج عبد الرزاق عن أبي عبيدة عن عبد الله أنه قال في الثالثة حين قال لهم: هل تشتهون من شيء قالوا: تقرئ نبينا السلام، وتبلغه أنا قد رضينا ورضي عنا.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله: {بل أحياء عند ربهم يرزقون} قال: يرزقون من ثمر الجنة، ويجدون ريحها وليسوا فيها.
وأخرج ابن جرير عن قتادة في الآية قال: كنا نحدث أن أرواح الشهداء تعارف في طير بيض تأكل من ثمار الجنة، وأن مساكنهم سدرة المنتهى، وأن للمجاهد في سبيل الله ثلاث خصال: من قتل في سبيل الله منهم صار حيًا مرزوقًا، ومن غلب آتاه الله أجرًا عظيمًا، ومن مات رزقه الله رزقًا حسنًا.
وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي العالية في قوله: {بل أحياء} قال: في صور طير خضر يطيرون في الجنة حيث شاؤوا منها يأكلون من حيث شاؤوا.
وأخرج ابن جرير عن عكرمة في الآية قال: أرواح الشهداء في طير بيض في الجنة.
وأخرج ابن جرير من طريق الإفريقي عن ابن بشار الأسلمي أو أبي بشار قال: أرواح الشهداء في قباب بيض من قباب الجنة، في كل قبة زوجتان رزقهم في كل يوم ثور وحوت.
فأما الثور ففيه طعم كل ثمرة في الجنة، وأما الحوت ففيه طعم كل شراب في الجنة.
وأخرج ابن جرير عن السدي أن أرواح الشهداء في أجواف طير خضر في قناديل من ذهب معلقة بالعرش، فهي ترعى بكرة وعشية في الجنة وتبيت في القناديل.
وأخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور عن ابن عباس قال: أرواح الشهداء تجول في أجواف طير خضر تعلق في ثمر الجنة.
وأخرج هناد بن السري في كتاب الزهد وابن أبي حاتم عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن أرواح الشهداء في طير خضر ترعى في رياض الجنة، ثم يكون مأواها إلى قناديل معلقة بالعرش فيقول الرب: هل تعلمون كرامة أكرم من كرامة أكْرَمْتُكُموها؟ فيقولون: لا. إلا أنا وَدَدْنا أنك أعدت أرواحنا في أجسادنا حتى نقاتل فنقتل مرة أخرى في سبيلك».
وأخرج هناد في الزهد وابن أبي شيبة في المصنف عن أبي بن كعب قال: الشهداء في قباب من رياض بفناء الجنة، يبعث إليهم ثور وحوت فيعتركان فيلهون بهما، فإذا احتاجوا إلى شيء عقر أحدهما صاحبه، فيأكلون منه فيجدون فيه طعم كل شيء في الجنة.
وأخرج أحمد وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم وابن المنذر والطبراني وابن حبان والحاكم وصححه والبيهقي في البعث عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الشهداء على بارق نهر بباب الجنة في قبة خضراء، يخرج إليهم رزقهم من الجنة غدوة وعشية».
وأخرج هناد في الزهد من طريق ابن إسحاق عن إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة قال: حدثنا بعض أهل العلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن الشهداء ثلاثة، فأدنى الشهداء عند الله منزلة رجل خرج منبوذًا بنفسه وماله لا يريد أن يقتل ولا يقتل أتاه سهم غرب فأصابه فأول قطرة تقطر من دمه يغفر له ما تقدم من ذنبه، ثم يهبط الله جسدًا من السماء يجعل فيه روحه ثم يصعد به إلى الله، فما يمر بسماء من السموات إلا شيَّعته الملائكة حتى ينتهي إلى الله، فإذا انتهى به وقع ساجدا، ثم يؤمر به فيكسى سبعين حلة من الاستبرق، ثم يقال: اذهبوا به إلى إخوانه من الشهداء فاجعلوه معهم، فيؤتى به إليهم وهم في قبة خضراء عند باب الجنة يخرج عليهم غداؤهم من الجنة».
وأخرج ابن جرير عن الحسن قال: ما زال ابن آدم يتحمد حتى صار حيًا ما يموت، ثم تلا هذه الآية: {أحياء عند ربهم يرزقون}.
وأخرج ابن أبي حاتم عن مقاتل في قوله: {فرحين بما آتاهم الله من فضله} قال: بما هم فيه من الخير والكرامة والرزق.
وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في قوله: {ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم} قال: لما دخلوا الجنة ورأوا ما فيها من الكرامة للشهداء قالوا: يا ليت إخواننا الذين في الدنيا يعلمون ما صرنا فيه من الكرامة، فإذا شهدوا القتال باشروها بأنفسهم حتى يستشهدوا فيصيبون ما أصابنا من الخير، فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم بأمرهم، وما هم فيه من الكرامة، وأخبرهم أني قد أنزلت على نبيكم، وأخبرته بأمركم وما أنتم فيه من الكرامة، فاستبشروا بذلك. فذلك قوله: {ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم} يعني إخوانهم من أهل الدنيا أنهم سيحرصون على الجهاد ويلحقون بهم.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدي في قوله: {ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم} قال: إن الشهيد يؤتى بكتاب فيه من يقدم عليه من إخوانه وأهله يقال: يقدم عليك فلان يوم كذا وكذا، يقدم عليك فلان يوم كذا وكذا. فيستبشر حين يقدم عليه كما يستبشر أهل الغائب بقدومه في الدنيا. اهـ.
{يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ (171)}.
أخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد في قوله: {يستبشرون بنعمة من الله وفضل...} الآية. قال: هذه الآية جمعت المؤمنين كلهم سوى الشهداء، وقلما ذكر الله فضلًا ذكر به الأنبياء وثوابًا أعطاهم إلا ذكر ما أعطى المؤمنين من بعدهم.
وأخرج الحاكم وصححه عن عبد الرحمن بن جابر عن أبيه «سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول إذا ذكر أصحاب أحد: والله لوددت أني غودرت مع أصحابي بنحص الجبل» نحص الجبل: أصله.
وأخرج الحاكم وصححه عن جابر قال: «فقد رسول الله صلى الله عليه وسلم حمزة حين فاء الناس من القتال فقال رجل: رأيته عند تلك الشجرات وهو يقول: أنا أسد الله وأسد رسوله، اللهم ابرأ إليك مما جاء به هؤلاء؛ أبو سفيان وأصحابه، وأعتذر إليك مما صنع هؤلاء بأنهزامهم. فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم نحوه، فلما رأى جثته بكى، ولما رأى ما مثل به شهق ثم قال: ألا كفن؟ فقام رجل من الأنصار فرمى بثوب عليه، ثم قام آخر فرمى بثوب عليه، ثم قال جابر: هذا الثوب لأبيك وهذا لعمي، ثم جيء بحمزة فصلى عليه ثم يجاء بالشهداء فتوضع إلى جانب حمزة فيصلي عليهم يرفع ويترك حمزة حتى صلى على الشهداء كلهم قال: فرجعت وأنا مثقل قد ترك أبي عليَّ دينًا وعيالًا، فلما كان عند الليل أرسل إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا جابر إن الله أحيا أباك وكلمه قلت: وكلمه كلامًا! قال: قال له: تمن.... فقال: أتمنى أن ترد روحي وتنشئ خلقي كما كان، وترجعني إلى نبيك فأقاتل في سبيلك فأقتل مرة أخرى. قال: إني قضيت أنهم لا يرجعون وقال: قال صلى الله عليه وسلم: سيد الشهداء عند الله يوم القيامة حمزة».
وأخرج ابن أبي شيبة والحاكم وصححه عن أنس قال: «كفن حمزة في نمرة كانوا إذا مدوها على رأسه خرجت رجلاه، فأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم أن يمدوها على رأسه ويجعلوا على رجليه من الإذخر وقال: لولا أن تجزع صفية لتركنا حمزة فلم ندفنه حتى يحشر من بطون الطير والسباع».
وأخرج ابن أبي شيبة عن كعب بن مالك «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم أحد: من رأى مقتل حمزة؟ فقال رجل: أنا.... قال: فانطلق فأرناه. فخرج حتى وقف على حمزة فرآه قد بقر بطنه وقد مُثِّل به، فكره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ينظر إليه ووقف بين ظهراني القتلى وقال: أنا شهيد على هؤلاء القوم لفوهم في دمائهم، فإنه ليس جريح يجرح إلا جرحه يوم القيامة يدمى، لونه لون الدم وريحه ريح المسك، قدموا أكثر القوم قرآنًا فاجعلوه في اللحد».
وأخرج النسائي والحاكم وصححه عن سعد بن أبي وقاص «أن رجلًا جاء إلى الصلاة والنبي صلى الله عليه وسلم يصلي بنا فقال حين انتهى إلى الصف: اللهم آتني أفضل ما تؤتي عبادك الصالحين، فلما قضى النبي صلى الله عليه وسلم الصلاة قال: من المتكلم آنفًا؟ فقال: أنا.... فقال: إذن يعقر جوادك وتستشهد في سبيل الله».
وأخرج أحمد ومسلم والنسائي والحاكم عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يؤتى بالرجل من أهل الجنة فيقول الله له: يا ابن آدم كيف وجدت منزلك؟ فيقول: أي رب خير منزل فيقول: سل وتمن فيقول: أسألك أن تردني إلى الدنيا فأقتل في سبيلك عشر مرات لما رأى من فضل الشهادة. قال: ويؤتى بالرجل من أهل النار فيقول الله: يا ابن آدم كيف وجدت منزلك؟ فيقول: أي رب شر منزل فيقول: فتفتدى منه بطلاع الأرض ذهبًا؟ فيقول: نعم. فيقول: كذبت قد سألتك دون ذلك فلم تفعل».
وأخرج ابن أبي شيبة والترمذي وابن ماجة وابن خزيمة وابن حبان عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «عرض عليَّ أول ثلاثة يدخلون الجنة، وأول ثلاثة يدخلون النار. فأما أول ثلاثة يدخلون الجنة فالشهيد، وعبد مملوك أحسن عبادة ربه ونصح لسيده، وعفيف متعفف ذو عيال. وأما أول ثلاثة يدخلون النار فأمير مسلط، وذو ثروة من مال لا يؤدي حق الله في ماله، وفقير فخور».
وأخرج الحاكم عن سهل بن أبي أمامة بن سهل عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن أول ما يهراق من دم الشهيد يغفر له ذنوبه».
وأخرج الحاكم وصححه عن أبي أيوب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من صبر حتى يقتل أو يغلب لم يفتن في قبره».
وأخرج ابن سعد وابن أبي شيبة وأحمد والبخاري عن أنس. «أن حارثة بن سراقة خرج نظارًا فأتاه سهم فقتله فقالت أمه: يا رسول الله قد عرفت موضع حارثة مني فإن كان في الجنة صبرت وإلا رأيت ما أصنع؟ قال: يا أم حارثة أنها ليست بجنة ولكنها جنان كثيرة، وأن حارثة لفي أفضلها. أو قال: في أعلى الفردوس».
وأخرج أحمد والنسائي عن عبادة بن الصامت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ما على الأرض من نفس تموت ولها عند الله خير تحب أن ترجع إليكم إلا القتيل في سبيل الله، فإنه يحب أن يرجع فيقتل مرة أخرى».
وأخرج أحمد وعبد بن حميد والبخاري ومسلم والترمذي والبيهقي في الشعب عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ما من أهل الجنة أحد يسره أن يرجع إلى الدنيا وله عشر أمثالها إلا الشهيد، فإنه ود أنه لو رد إلى الدنيا عشر مرات فاستشهد لما يرى من فضل الشهادة».